بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد بن عبد الله
نبى الرحمة وسيد ولد أدم أجمعين
كما مر يوم من ايام العمر , أدرك عقلى أن ميعادى قد قرب , وأن أجلى قد
دنا , أفكر فى ذلك اليوم القريب , يوم اصحو فيه من نومى وأبدأ نشاط
يومى الطبيعى , ولكن هيهات , إنه ليس ككل يوم , إنه يوم مماتى, ولكنى لا
أدرك أننى سوف أموت اليوم , مثلى مثل غيرى ممن ماتوا قبلى , كذلك لم
يكونوا يدركون يوم مماتهم.
أفكر فى ضمة القبر , وظلمته , ووحشته , أتسائل ماذا سوف يكون شعورى وأنا
أحس بأن أهلى وكل معارفى قد قرروا أن يذهبوا ويتركوننى وحدى أواجه ظلمة
القبر , ووحشته , وضمته, أرتجف وانا افكر فى هذا , هل سيلهمنى ربى الرد
على ملائكته عندما يسألونى ؟ , أم سيخرس لسانى من كثرة ذنوبى فى هذه الحياة
.
ثم يلى هذا الجلوس وحيدا سنيناً لا يعلم مداها وعددها إلا الله , وحيدا فى
إنتظار يوم الفصل , هذا اليوم الذى سوف يبعث فيه كل ولد أدم , يوم يقوم
الناس من قبورهم وتراهم كل يحمل جبلاً من الهموم وهى بالقطع ذنوبه فوق
أكتافه , وتراهم كأنهم سكرى من الخوف , لا , إنه ليس خوف , بل رعب
مميت , رعب من لحظة الحساب ولقاء الجبار , تخيل معى هذا المشهد ملايين
وملايين من البشر , كلاً فى حالة من الرعب , الخوف , يجرى هناك وهناك ,
يحاول أن يجد ملجأ أو مكان يختبئ فيه , ولكن هيهات , إنه يوم الفصل ,
وتراهم يبكون دموعاً أنهاراً , ويظلون يبكون ويبكون من الندم على كل لحظة
ذنب أو معصية , يتذكرون هذه اللحظات وهذه الذنوب , يضربون وجههم من
الندم , سوف تجف الدموع فيبدأون بالكباء دماً , هل تتخيل معى هذا
المشهد ؟, والدم ينزل من بين أعينك , يالله , مع هذا الرعب والخوف .
ثم تحين اللحظة , وتسمع صوت رهيب من ملك عظيم يقول لك ,
يافلان .... هلم للعرض على الجبار......
للقاء ممن؟؟ الجبـــــار , وليس الرحيم أو الرحمن أو الكريم ,ولكن
الجبار.
وتبدأ لحظة الحساب ... إنك فى يوم كذا فعلت كذا , ويوم كذا فعلت كذا ,
والكتبه يكتبون ويحسبون حسناتك وسيئاتك , وينتهى الحساب ,,
وقتها سوف تلعن نفسك آلاف المرات على كل لحظة من عمرك اضعتها فى معصية
أو لهو أو عدم ذكر.
وقتها سوف تقول ياليتنى صليت وتزكيت , وقرأت القرآن , ياليتنى ما كذبت
لا أغتبت , ولا زنيت , ولا سرقت وولا تكلمت فى الأعراض , وياليتنى
وياليتنى... وليت الندم ينفع حينها .
أخى وأختى
تذكروا هذا المشهد كل يوم عندما تستيقظون من نومك ..تذكروا
انه من الممكن أن يكون أخر ايامكم ... واستعدوا للقاء ربكم احسن أستعداد ,
وتذكروا قول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
" لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)
فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) " الشعراء
" إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) " لقمان
اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت راحة وسعادة
اللهم أرحم قارئها ومرسلها , والعامل بما أتى ما فيها
اللهم امين